کد مطلب:18095 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:297

الأحادیث النبویة
هناك مزید من الأحادیث النبویة المصرحة بالوصیة، و قد بلغت من الكثرة بحیث أفردها بعض الأعلام بتصنیف خاص. [1]

و فیما یلی نذكر أهم الأحادیث الصریحة بذكر الوصیة لأمیر المؤمنین علی علیه السلام و نحرص علی أن تكون من مصادر العامة:

1ـ روی كثیر من المحدثین و المؤرخین و أصحاب السیر حدیث الدار الشریف و هو صریح بالایصاء و الاستخلاف معاً و قصة الحدیث: أنه فی بدء الدعوة الإسلامیة، و بعد نزول قوله تعالی: (وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الأَقْرَبِینَ) [2]

دعا رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله بنی عبد المطلب الی دار عمّه أبی طالب مرّتین، و بعد أن أطعمهم و سقاهم توجّه إلیهم قائلاً: «یا بنی عبدالمطلب، و اللّه ما أعلم شاباً فی العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم، إنی جئتكم بخیر الدنیا و الاَخرة، و قد أمرنی اللّه تعالی أن أدعوكم إلیه، فأیكم یؤازرنی علی هذا الأمر، علی أن یكون أخی و وصیی وخلیفتی فیكم؟» و فی روایة:

«و خلیفتی من بعدی».



[ صفحه 45]



فاحجم القوم عنها جمیعاً، فقال علی علیه السلام و كان أحدثهم سناً: «أنا یا نبی اللّه أكون وزیرك علیه» فأخذ رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله برقبته، ثم قال: «ان هذا أخی و وصیی و خلیفتی فیكم، فاسمعوا له و أطیعوا» فقام القوم یضحكون، و یقولون لأبی طالب: قد أمرك أن تسمع لا بنك و تطیع [3] .

2ـ و عن أنس بن مالك، قال: قلنا لسلمان: سل النبی صلّی اللّه علیه و آله عن وصیه، فقال له سلمان: یا رسول اللّه، من وصیك؟ قال: «یا سلمان من كان وصیّ موسی؟»

قال: یوشع بن نون. قال: «فان وصیی و وارثی، یقضی دینی، و ینجز موعدی، علی بن أبی طالب» [4] .



[ صفحه 46]



و فی روایة: «إن وصیی و موضع سری، و خیر من أترك بعدی، و ینجز عدتی، و یقضی دینی، علی بن أبی طالب» [5] .

3ـ وعن بریدة، قال: قال رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: «لكلّ نبی وصیّ ووارث، و إنّ علیاً وصیی ووارثی» [6] .

4ـ و عن أبی أیوب الأنصاری، قال: إن رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله مرض مرضةً، فدخلت علیه فاطمة صلّی اللّه علیها تعوده و هو ناقه من مرضه، فلما رأت ما برسول اللّه من الجهد و الضعف خنقتها العبرة حتی خرجت دمعتها، فقال لها:

«یا فاطمة، إن اللّه عزّوجلّ اطلع الی الأرض اطلاعةً فاختار منها أباك، فبعثه نبیاً، ثم اطلع إلیها ثانیةً فاختار منها بعلك، فأوحی إلیّ فأنكحته و اتخذته و صیاً».

الی أن قال: «یا فاطمة، إنا أهل بیت اُعطینا سبع خصال لم یعطها أحد من الأولین و لا الاَخرین قبلنا: نبینا أفضل الأنبیاء و هو أبوك، و وصینا خیر



[ صفحه 47]



الأوصیاء و هو بعلك...» [7] .

و روی نحوه عن أمیر المؤمنین علیه السلام، و ابن عباس، و أبی سعید الخدری، و علی بن علی الهلالی عن أبیه، و غیرهم [8] .

5ـ و عن أنس بن مالك، قال: قال لی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله: «یا أنس، اسكب لی وضوءاً» ثم قام فصلّی ركعتین. ثم قال: «یا أنس، أول من یدخل علیك من هذا الباب أمیر المؤمنین، وقائد الغرّ المحجلین، و خاتم الوصیین». قال أنس: قلت: اللهمّ اجعله رجلاً من الأنصار ـ و كتمته ـ إذ جاء علیّ. فقال: «من هذا یا أنس؟» فقلت: علیّ. فقام مستبشراً فاعتنقه، ثم جعل یمسح عرق وجهه بوجهه، و یمسح عرق علی بوجهه، فقال علی: «یا رسول اللّه، لقد رأیتك صنعت شیئاً ما صنعت بی من قبل؟» قال صلّی اللّه علیه و آله: «و ما یمنعنی و أنت تؤدّی عنی، و تسمعهم صوتی، و تبین لهم ما اختلفوا فیه بعدی؟» [9] .



[ صفحه 48]



6ـ و عن سلمان قال: سمعت حبیبی رسول اللّه صلّی اللّه علیه و آله یقول: «كنت أنا و علی نوراً بین یدی اللّه عزوجل قبل أن یخلق آدم بأربعه عشر ألف عام، فلما خلق اللّه آدم قسّم ذلك النور جزءین: فجزءٌ أنا و جزء علیّ» [10] .

قال ابن أبی الحدید: رواه أحمد فی (المسند) و فی كتاب (فضائل علی علیه السلام)، و ذكره صاحب كتاب (الفر دوس) و زاد فیه: «ثم انتقلنا حتی صرنا فی عبدالمطلب، فكان لی النبوة، و لعلیّ الوصیة» [11] .

و فی لفظ آخر: «ففیّ النبوة، و فی علیّ الخلافة» [12] .


[1] راجع الفقرة (خامساً) من هذا المبحث بعنوان (مدوّنات في الوصية).

[2] سورة الشعراء: 26 / 214.

[3] تاريخ الطبري 2: 217، تهذيب الآثار (مسند الإمام علي عليه السلام)/ الطبري: 62 ـ 63 القاهرة، الكامل في التاريخ 1: 586 ـ 587، مختصر تاريخ دمشق / ابن منظور 17: 310 ـ دار الفكر ـ بيروت ـ 1404 هـ، السيرة الحلبية / برهان الدين الحلبي 1: 461 ـ دار المعرفة ـ بيروت ـ 1400 هـ، معالم التنزيل / البغوي 4: 278 تفسيرالخازن 3: 371 ـ 372 ـ دار المعرفة ـ بيروت، شرح ابن أبي الحديد 13: 210 و 244 و صححه أبو جعفر الإسكافي، شواهد التنزيل 1: 372 ـ 373، كنز العمال 13: 131 / 36419 أخرجه عن ابن اسحاق، و ابن جرير، و ابن أبي حاتم، و ابن مردويه، و أبي نعيم و البيهقي معاً في (الدلائل). و أخرجه الشيخ الأميني من عدّة مصادر اُخري في الغدير2: 394 ـ 408 ـ مركز الغدير ـ قم ـ 1416 هـ.

[4] فضائل الصحابة / أحمد بن حنبل 2: 615/ 1052 ـ مركز البحث العلمي ـ مكة المكرمة ـ 1403 هـ، الرياض النضرة / المحبّ الطبري 3: 119 ـ دار المعرفة ـ بيروت ـ 1418 هـ، ذخائر العقبي / المحبّ الطبري: 71 فصل ذكر اختصاصه عليه السلام بالوصاية و الإرث ـ دار المعرفة ـ بيروت، تذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي: 48، كفاية الطالب / الكنجي: 292 ـ باب.(74) ـ دار إحيا تراث أهل البيت عليهم السلام ـ ط 3 ـ طهران ـ 1404 هـ، مجمع الزوائد / الهيثمي 9: 113 ـ مؤسسة المعارف بيروت ـ 1406 هـ.

[5] المعجم الكبير / الطبراني 6: 221 / 6063 ـ دار إحياء التراث العربي ـ 1404 هـ، جامع المسانيد والسنن / ابن كثير 5: 383 / 3633 ـ دار الفكر ـ بيروت ـ 1415 هـ، مجمع الزوائد 9: 116، منتخب كنز العمال بها مش مسند أحمد / المتقي الهندي ه: 32 ـ دار الفكر ـ بيروت.

[6] تاريخ دمشق / ابن عساكر 42: 392 ـ دار الفكر ـ 1415هـ، الرياض النضرة 3: 119، ذخائر العقبي: 71، مناقب علي عليه السلام / ابن المغازلي: 201 / 238 ـ دار الأضواء ـ 1403 هـ، فتح الباري، 8: 150، الفردوس / الديلمي 3: 336 / 5009 ـ دار الكتاب العربي ـ 1407 هـ، كفاية الطالب: 620، وسيلة المتعبدين / الملّا 5: 162 ـ القسم الثاني ـ حيدر آباد ـ الهند ـ 1400 هـ.

[7] المعجم الكبير / الطبراني 4: 171/ 4046 و 4047، المناقب/ ابن المغازلي: 101 / 144، المناقب/ الخوارزمي: 63، مجمع الزوائد 8: 253، كفاية الطالب: 296 ـ باب (77)، كنز العمال 11: 604 / 32923، منتخب كنز العمال ـ بهامش مسند أحمد 5: 31.

[8] المعجم الكبير / الطبراني 3: 57 / 2675، مجمع الزوائد 8: 253 و 9: 165، المناقب/ الخوارزمي: 206، مقتل الحسين عليه السلام / الخوارزمي 67 ـ مكتبة المفيد ـ قم، ذخائر العقبي: 136، المناقب / ابن المغازلي: 151، البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام / الكنجي: 502 ـ باب (90) أخرجه عن الدار قطني ـ مطبوع مع (كفاية الطالب) للمؤلف ـ طهران ـ 1404 هـ.

[9] حلية الأولياء / أبو نعيم 1: 66 ـ 67 ـ دار إحياء التراث العربي ـ 1421 هـ، شرح ابن أبي الحديد 9: 169، المناقب / الخوارزمي: 42، كفاية الطالب: 212 ـ باب (54) و قال: هذا حديث حسن عال، تاريخ دمشق / ابن عساكر 42: 386 ـ دار الفكر، فرائد السمطين / الجويني 1: 145 / 109 مؤسسة المحمودي ـ 1398 هـ، العقد الثمين / الشوكاني: 41، اليقين/ ابن طاوس: 478 ـ باب (188) دار الكتاب ـ قم.

[10] فضائل الصحابة / أحمد بن حنبل 2: 662 / 1130، الفردوس 3: 332 / 4884، تاريخ دمشق / ابن عساكر 42: 67، المناقب / الخوارزمي: 88، كفاية الطالب: 315ـ باب (87) و قال: هكذا أخرجه محدث الشام في تاريخه، في الجزء (350) قبل نصفه، و لم يطعن في سنده، و لم يتكلّم عليه، و هذا يدل علي ثبوته.

[11] شرح ابن أبي الحديد 9: 171، و أخرجه ابن المغازلي في المناقب: 89/ 132 ـ بلفظ: فأخرجني نبياً، و أخرج علياً وصياً.

[12] الفردوس 2: 191 / 2952، المناقب/ ابن المغازلي: 87/ 130، و في ج 5 من نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار للسيد علي الميلاني بحث وافٍ لسند هذا الحديث و دلالته.